يعد التماسك الاجتماعي الاساس المتين الذي ترتكز عليه الديمقراطية وهو يشير الى العلاقات والتفاعلات داخل المجتمع والهدف منه ايجاد نظام مبني على المساواة والعدالة ووضع الضوابط وتلافي الانقسامات الاجتماعية ومن اهمية دور التماسك الاجتماعي في بناء علاقات ومجتمع متعافي اقرت لجنة معان جلستين في ١١_١٢ من شهر تموز في سنة ٢٠٢١ لمستفيدين ذكور واناث عبر تطبيق زوم بالمشاركة مع حضرة المدربة شهد الطرابلسي حيث تحدثت فيه عن اثر التماسك المجتمعي بتمتع أفراده بكل المكونات من المشاركة والانتماء وليس بالضرورة أن تكون مكونات المجتمع متشابهة إنما من المهم أن يتم احترام التنوع والاستفادة من سحر الاختلاف في المجتمع فعندما يتعرض المجتمع لصراعات داخلية يتحول الصراع ليصبح تناقضات قد يراها المجتمع كتهديدات مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وتصبح كل جهة متمركزة وراء معتقداتها مما يؤدي إلى تدمير المنظومة المجتمعية وانقطاع التواصل وهذا مايجعل الاطراف تصل إلى مرحلة تقود فيها المجتمع إلى حالة من العنف والتدمير والخراب فاستعادة الروابط البشرية يرمم حالة التفكيك المجتمعية حيث أن كلاً منا لديه قيم تشترك مع الآخر لذلك فإن تعزيز هذه القيم وإبرازها يرمم ما قد يدمره أي صراع قد ينشأ بين فئات المجتمع الواحد ووجود هوية مشتركة تجعل فئات المجتمع أكثر ترابطاً وتضامناً ومسؤولية تجاه الصالح العام وأن الحفاظ على التماسك الذي يحمي المجتمع يبدأ بخلق المساواة على جميع الأصعدة .
وأضافت الطرابلسي تعريف مختصر للتماسك الاجتماعي بأنه تعبير عن قوة العلاقة التي تربط الأفراد فيما بينهم في المجتمع وكذلك قوة العلاقة بين الأفراد والمؤسسات. وذكرت ايضا بأن التماسك قد يتعرض للتفكك وقد يتجدد باستمرار وبشكل دائم وذلك ناتج عن أن الجماعات التي يقوم عليها التماسك ليست جماعات ثابتة أو ساكنة على الإطلاق ومن العوامل المؤثرة في التماسك الاجتماعي اولا الحروب والنزاعات المسلحة، وعمليات الغزو والكوارث، ويرجع ذلك إلى أنها تدفع المجتمع إلى إعادة تنظيم أولوياته، وتدفع الأفراد إلى إعادة النظر في أهدافهم وسبل تحقيقها، كما تؤدي إلى اهتزاز قيم الأفراد، ونشأة الصراعات النفسية داخل الفرد و غيره من أعضاء المجتمع، ونقص إشباع حاجات الأفراد المختلفة، والشعور بالتهديد.
اما ثانيا كلما ازدادت المدنية قل التماسك الاجتماعي، فمع ازدياد معدل المدنية تقل العلاقات الحميمية بين أفراد المجتمع، ويزداد تنافسهم، وترتفع نفقات المعيشة، وتزداد مطالب الحياة المادية مما يُضيف أعباءً جديدة على الأفراد. وتزداد العزلة الاجتماعية مما يشجع على الانطواء.
اما ثالثا الهجرات المتعددة، أمن داخل المجتمع كانت إلى أجزاء وأقاليم أخرى منه، أم من خارجه. فالمهاجر ـ وخاصة إلى الخارج ـ يفقد ذاتيته حين يواجه قيماً جديدة، كما يشعر بالعزلة عن الآخرين شعوراً قوياً. ويفقد الإحساس بقيمته بسبب أنه لا يملك من أنواع المهارات ما يلزم لتحصيل العمل والمركز في المجتمع الجديد، بالإضافة إلى ذلك يشعر المهاجر بالوحشة والإحباط وانعدام الطمأنينة، مما يؤثر في توافقه الاجتماعي. وقد أدت الهجرات المتعددة من خارج المجتمعات إلى بعض الظواهر، مثل تكوين أحياء خاصة بالمهاجرين، وتكوين جماعات عنصرية، وإصابتهم ببعض الاضطرابات النفسية والعقلية بنسبة أعلى من أبناء المجتمعات الأصلية.
وكان رابعا ان التغير الثقافي نتيجة للغزو الثقافي أو الاحتكاك بثقافات مختلفة احتكاكاً مستمراً، مما يؤدي إلى صراع بين القيم الأصيلة والقيم الواردة وهكذا ذكرت الطرابلسي اهم النقاط ودار نقاش فيما بينها وبين المستفيدين بطرح العديد من الاسئلة والاجابة عنهم وكانت النهاية ان اكتسبت المجموعتان اهمية التماسك الاجتماعي بالفعل وحث عوائلهم ومحيطيهم على العمل به والوصول الى ارقى نوع تماسك للحياة القادمة باذن المولى .